ثقافة “الكوبي بست”!0 الرد على المقال

قهوة الصباح

ثقافة “الكوبي بست”!

الأحد 18 أغسطس 2013
لم أكن حالما أو رومانسيا عندما قلت إن البحرين ليست بلدا من زجاج، كما أنها ليست دولة من ورق، فلا يراهن أحد على عود كبريت.
كنت أرى أن دعوة “تمرد” بلا أنياب، ولن تتجاوز اليوم الواحد، وأنه لا داعي لأن يحمل البحرينيون شواطئ ومرافئ مشاعرهم بشنط وحقائب محملة بالقلق على البحرين.
دعوا مشاعركم في الثلاجة مادام مولد الطاقة الوطنية الكهربائية موجودا ومتوفرا في كل محطة بحرينية.
بات المروّج لتمرد كما لو كان شخصية خارجة من أسطورة يونانية مقطوعة عن الزمن، و ليس لها علاقة بتوازنات الواقع، وكأنها تخاطب عوالم غير مسكونة بأحد. لقد ذبحتنا ثقافة “الكوبي بست”. شباب يافعون في السياسة، يرون ما يحدث في أي دولة، فيهرولون للكيبورد بطريقة النسخ واللصق ويبعثونها للبحرين.
منذ انطلاق الشيوعية إلى القومية إلى الإسلامية إلى ما يسمى “الربيع العربي” إلى تمرد وأخطاء (الكوبي بست) واحدة. البحرين أصبحت مصفحة ضد الدعوات الانقلابية، وجلدها لا تخدشه إبرة مهربة من مؤتمر بيروتي يتيم. البحرين مصفحة لكنها ليست ضد الإصلاح الإيجابي المتوازن، قووا الإصلاح لكن تبرأوا من الانقلاب. للأسف، ومنذ تأسيس الدولة، وفي كل مرحلة يولد (نبي ثوري) يلبس ثوب القدسية، فيقدم جمهوره للمحرقة.
كل قيادة مرحلة تاريخية تمتلك كشف حساب خاص لضحايا فانتازية سياسية، مرة شيوعي يريد تحويل البحرين إلى الاتحاد السوفيتي، وأخرى قومي يريدها ناصرية، واليوم إسلامي، موزعة بين الإيرانية والطالبانية والإخوانية، لكن الرهان على الدولة بثوابتنا الوطنية، فهي صمام الأمان عن تضييع البحرين، وإلا كل واحد من هؤلاء يريد بناء البحرين على طريقته الخاصة.
يوجد بدولاب التاريخ البحريني جثة متفسخة يجب تنظيف الدولاب منها اسمها الطائفية.
الوطني الإنسان لا يستخدم مفردات تخدش أي بحريني، الوطني الإنسان لا يراهن على تجييش كل بحريني غيور على وطنه، إنما يسعى إلى الاصطفاف خلف الوطن والقيادة ومصلحة البحرين.
للأسف ومنذ ثلاثين عاما والمعارضة بلندن لم تطور خطابها، هي تمتلك غريزة الصراخ، ومازالت ترقص بحلبة العناد.
هناك من المعارضة من أراد الانخراط بالمشروع الإصلاحي، ورجعوا للبحرين، وهناك من ظل يغني “ياليل ياعين”، بحثا عن آخرين لممارسة ذات الجوقة لاصطياد بشباك “الهايد بارك” صيدا شبابيا يافعا جديدا لمحرقة جديدة إلى أن يبزغ الشيب في رؤوسهم والضحايا من ضحايا يولدون، في حين تستمر البحرين في بناء مشاريعها منذ تأسيس الدولة إلى طفرة مشاريع المشروع الإصلاحي.
لسنا ضد التغيير، ولا نقول البحر البحريني تحول إلى سكر وموجه إلى عسل، لكن نقول من المستحيل أن يقبل مواطن بحريني غيور على بلاده أي دعوة انقلابية، فقد علمتنا السياسة والوطن: لا يمكن أن تطلب بناء حديقة بالغابة وأنت ترفع شعارا يجرح الأسد!
تكدس المحارق والحفر وتوزيع الفواتير في صناديق موزعه بتوابيت ونعوش لا يعني نجاحا بقدر ما يعني مغامرات سياسية تحول جلود الفقراء إلى حقائب جلدية للانتخابات.
يقول غسان شربل “في السياسة لا يحق للجماعة أو الفرد المجازفة إلى حد دفع الناس إلى الانتحار ونحر البلد”. في السياسة لابد من تنظيم الخسارة حين يتعذر الربح، صحيح أن صورة الضحية قد تكون مربحة، وأن عدد الشهداء والجنازات قد يعفي إلى حين من طرح الأسئلة عن المجازفات والمسؤوليات”.
يقول شربل “قد تتأجل الأسئلة إلى حين وليس دائماً”.
لذا أقول: في السياسة أنت بحاجة إلى جدولة الهزائم، ترتيب الهزيمة، لا إلى تحسين شروط الفشل وإعادة إنتاج الخيبة. تكرار المقدمات يقود إلى نتائج واحدة، لذا ما زلت أصر، الحل بأن يضع الجميع يده بيد جلالة الملك، والمشاركة الإيجابية في محطات الحوار، ونساهم مع الحكومة في بناء الثقة المتبادلة، وحلحلة المشاكل العالقة، والرهان على الإيجابيات وبرهمة السلبيات بحلول وطنية مشتركة، فالمجازفة فوق مسرح بالغ الهشاشة يعني انتحارا، أنت تصنع حظك السياسي بما تمتلك من ترسانة معرفية يقودها العقل.

ان كنت تريد محاربة الطائفيه فيجب ان تحارب حكومتك التى تهدم المساجد وتقتل الشعب وتفصل العمال والمدرسين

ان كنت تريد القضاء على الطائفيه وتحارب حاب المجرمين من الحكومه انت تغالط نفسك وسوف نرد في مقال اخر او رد اخر