قبل أن تسقط كلمة «التربية» عن «التعليم»

قبل أن تسقط كلمة «التربية» عن «التعليم»

منصور الجمري
منصور الجمري ... رئيس التحرير
editor [at] alwasatnews.com


بعض ما يجري في البحرين لا يريح من يحب البحرين ومستقبلها، والقطاع التعليمي أحد تلك القطاعات التي تتعرض لتغييرات على الأرض بصورة ليست لها علاقة بمهمة التربية والتعليم. وعلى رغم أن الوزير المسئول عن قطاع التعليم، الدكتور ماجد النعيمي، من المشهود لهم بسمو الأخلاق وبالوطنية وبعدم التفريق بين أبناء المجتمع الواحد... إلا أن الرياح ربما تجري بما لا تشتهي السفن.

هناك الكثير مما يجري ويحتاج إلى وقفات للتذكير بأن ما يجري لا يصبُّ في صالح البحرين، ولا حتى في صالح من يقوم بذلك. فقبل أيام مثلاً اتصل بي أحد أولياء الأمور ليتحدث عن بعض ما يجري في إحدى المدارس، وقال إن المدرسة كانت ترتب تدريباً لتخريج الطالبات، ومن ضمن ذلك كان التدرب على إلقاء النشيد الوطني، وكل ذلك شيء محمود. غير أن إحدى المسئولات في تلك المدرسة توجهت إلى مجموعة من الطالبات ممن لا ينتمين إلى طائفتها، وانهالت عليهن بكلام لا يمُتُّ إلى «التربية» بصلة... ومما قالته (بحسب البنت وولي أمرها): «اللي ماعنده ولاء للوطن يروح ديرته».

عندما سألت الوالد لماذا لم تتقدم بشكوى رسمية، كان جوابه أنه لا فائدة من ذلك، فكلهم جماعة واحدة ولربما يقلبون السالفة عليك حتى لو كانت كل الإثباتات لديك. هذه الأجواء يخلقها من لا يعرف البحرين ولا يهمه ما يصيب البحرين حاضراً ومستقبلاً من أفعاله التي لا تنتمي لهوية أهل البحرين.

نفهم كيف يشعر العديد من أبناء هذه البلاد الطيبة وهم يرون بأم أعينهم كيف يُحرَم أبناؤهم وبناتهم من الفرص الدراسية حتى لو حصلوا على أعلى الدرجات، وكيف أن القرارات تتوالى عليهم للتمييز ضدهم حتى وصل الأمر إلى أن يصدر تعميم يمنع الأهالي من إرسال أبنائهم في منح للتعويض عن الاستهداف الرسمي المخالف لكل الصكوك والاتفاقيات الحقوقية الدولية التي تتفاخر البحرين بأنها اعتمدت سبعة من أصل تسعة منها. إن مثل هذه الأجواء تبث سموماً معاكسة لمنهج التربية.

منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3965 - الثلثاء 16 يوليو 2013م الموافق 07 رمضان 1434هـ