الخليج مهدد بالعطش..!
تاريخ النشر :٢٣ يوليو ٢٠١٣
محمد مبارك جمعة
بدأت دول مجلس التعاون الخليجي تنظر بشكل جدي في توفير مياه الشرب من بحر العرب وليس من مياه الخليج العربي. المشروع الذي تنوي دول الخليج تنفيذه نتيجة الأخطار المحدقة بمياه الخليج العربي هو عبارة عن نظام مشترك لتحلية وضخ المياه من بحر العرب، مروراً بجميع دول مجلس التعاون من عمان إلى الكويت. جميع دول مجلس التعاون ستكون معرضة لخطر العطش وشح المياه القابلة للشرب ما لم يتم الإسراع إلى تنفيذ هذا المشروع.
تشكل المياه العذبة مشكلة حقيقية بالنسبة لدول الخليج، لأن بيئتها صحراوية، وهناك ندرة في المياه الجوفية بشكل يحتم بناء محطات لتحلية مياه البحر. ورغم أن المملكة العربية السعودية تقوم الآن ببناء أكبر محطة في العالم لتحلية المياه على شاطئ الخليج، فإن مياه الخليج العربي باتت مهددة بالتلوث في أي وقت بسبب وجود مفاعل «بوشهر» الإيراني النووي، المهدد بحدوث تسرب فيه نتيجة وجوده في منطقة يمر بها شريط الزلازل.
الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون، عبدالله الشبلي، قال في تصريح مهم إنه «إذا ما حدث أي خطأ في مفاعل «بوشهر»، فإن مياه الخليج سوف تتلوث». ورغم أن دول مجلس التعاون قد طالبت مراراً بتطمينات وتأكيدات من إيران حول معايير الأمن والسلامة في مفاعل «بوشهر» النووي، فإن التطمينات والتصريحات الإيرانية التي تنفي وجود أي مشكلة أو إمكانية حدوث أي تسرب في المفاعل لا يمكن أخذها بثقة، ولا يمكن التعويل عليها بشكل كامل.
ليس مصدر الخطر في مياه الخليج يأتي من إيران فقط، بل هناك مصادر خطر محلية تتمثل في كون مياه الخليج مليئة بالشعب البترولية، ووحدات الشحن، وهي الأخرى قد تشكل خطراً على نظافة مياه الخليج إذا ما حل بها أي تسرب كذاك الذي حدث في خليج المكسيك في 2010 (Deepwater horizon).
المشروع الذي تطمح دول الخليج إلى تنفيذه قد تصل كلفته إلى 7 مليارات دولار، وسيعمل على تحلية المياه من بحر العرب، وكذلك سيتكون من وحدات تخزين للمياه الصالحة للشرب.