مدونة شارع الصحافه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


جعفر عبد الكريم صالح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أنا لا أفهمكم!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 198
تاريخ التسجيل : 14/07/2013

أنا لا أفهمكم! Empty
مُساهمةموضوع: أنا لا أفهمكم!   أنا لا أفهمكم! Emptyالثلاثاء يوليو 16, 2013 1:31 pm

أنا لا أفهمكم!

قاسم حسين
قاسم حسين ... كاتب بحريني
Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com


مع أني رئيس أكبر دولة عظمى في العالم، إلا أنني اعترف لكم بأني لا أفهم ما يجري لديكم في الشرق الأوسط!

في أول وصولي إلى البيت الأبيض، كأول رئيس أسود، كنت أتطلع إلى الشرق، فقمت بزيارة إلى تركيا ومصر، لتدعيم علاقاتنا الوثيقة مع هذين البلدين الحليفين، ولكني تفاجأت بشدة، حين قام المصريون بثورةٍ ضد صديقنا المخلص حسني مبارك. وأصارحكم أن ذلك مثل لي صدمةً عنيفةً، فقد استقبلني الرجل بحفاوة، وألقيت خطاباً موجّهاً للعالم العربي من جامعة القاهرة. وكم كانت صدمتي كبيرة حين اكتشفت أن مبارك كان دكتاتورياً، ومكروهاً من شعبه إلى هذه الدرجة.

عموماً نحن الأميركيين شعب ديناميكي، وسياستنا مرنة جداً، ولذلك تخلينا عنه، ومددنا الجسور مع جماعة الاخوان المسلمين، وساعدناهم على الوصول إلى الحكم. لقد كانت أياماً واعدة، رسمنا سياستنا المستقبلية على أساس أن يبقوا في الحكم ثلاثين عاماً قادمة.

لقد بدا لنا الأمر وكأنه زمن الاخوان. لقد قلنا: اعطوهم فرصتهم. كفى ما أصابهم من سجون وملاحقات. ونحن مستعدون للتعاون معهم. ما الذي حدث لتنقلب الأوضاع بهذه الصورة الدراماتيكية ضدهم؟ أنا لا أفهم. الشرق الأوسط لغز كبير بالنسبة لي. إنه مثل القدر الكبير الذي يغلي، وتتقافز فيه قطع البطاطا والباذنجان والبروكلي، ويتصاعد منه البخار.

الجمهوريون يتهموني بالتخبط والحيرة، وأنا أعترف بأني حائرٌ وعاجزٌ عن فهم هذه المنطقة، ولكني لست متخبطاً، فأنا أعرف ما أريد. فقد قررت سحب قواتنا منها، ووفّيت بوعدي للناخبين، فانسحبنا من العراق وفي صدد سحبها من أفغانستان. أريد انسحاباً من دون خسائر، وهذا ما لا يفهمه الجمهوريون المتطرّفون من بقايا المحافظين الجدد الذين ورّطونا في حروبهم العبثية ضد الإرهاب. لكن المفاجآت مازالت تدهمني، فالشرق الأوسط صندوق مليء بالأسرار!

حتى في تركيا، كانت صدمتي كبيرة، فقد كنا نتحدث كثيراً عن النموذج التركي، الذي يمثل الإسلام المعتدل. لقد بقينا نروّّج له حتى انفجر ما يسمى بالربيع العربي، وقد زرتهم في اسطنبول لتوجيه رسالةٍ إلى العالم الإسلامي كما فعلت في القاهرة، لكن حتى تركيا صدمتني أحداثها.

لا شك أنهم وقعوا في أخطاء عديدة، فالأتراك تجّار، وهم براغماتيون مثلنا، ولكنهم اندفعوا أكثر من اللازم في موضوع سورية، وأقاموا جسراً لعبور الإرهابيين من الحركات المتطرفة للقتال هناك، وهو ما يهدّد باشتعال المنطقة بكاملها. نحن نريد إطفاء الحرائق لنؤمّن لنا انسحاباً آمناً، وهم يريدون إشعال الحرائق ونشرها. لقد كانوا يتصرّفون بتهور، وهذا هو خطأهم الأكبر.

صدمتي في تركيا أكبر منها في مصر. فخلال شهرٍ واحدٍ هدم أردوغان ما بنته حكومته خلال عشر سنوات. لم أكن أتوقع أن يتصرف برعونة، ويقمع المتظاهرين ويشوّه صورة بلده من أجل إقامة مجمع تجاري في حديقة. لقد أحرجنا كثيراً، فنحن لا يمكن أن نؤيده في قمعه للمتظاهرين باستخدام الرصاص والاستخدام المفرط لمسيلات الدموع، ونحن الذين ننادي بالديمقراطية وحق التظاهر السلمي لشعوب المنطقة. ومع أنه صديقي وكان من أكثر الزعماء الأجانب زيارةً لي، إلا أنه تصرّف برعونة، وحين انتقدنا تصرفاته أصبح أكثر عدوانية. والأسوأ هو ما يفعله في مصر الآن، فنحن نعتبره «ثورة» وهو يصر على أنه «انقلاب»!

إنني لا أفهم الشرق الأوسط... ماذا تريدون؟ رغم ما نمتلكه هناك من قواعد عسكرية وأساطيل وقوات جوية وبحرية وبرية... إلا أنني عاجز عن توقّع ما سيحدث غداً.

قاسم حسين
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3965 - الثلثاء 16 يوليو 2013م الموافق 07 رمضان 1434هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hhfggdc.yoo7.com
 
أنا لا أفهمكم!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدونة شارع الصحافه :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: