مدونة شارع الصحافه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


جعفر عبد الكريم صالح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكفاءة ومقومات الإصلاح الاجتماعي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 198
تاريخ التسجيل : 14/07/2013

الكفاءة ومقومات الإصلاح الاجتماعي Empty
مُساهمةموضوع: الكفاءة ومقومات الإصلاح الاجتماعي   الكفاءة ومقومات الإصلاح الاجتماعي Emptyالإثنين يوليو 15, 2013 4:22 pm

الكفاءة ومقومات الإصلاح الاجتماعي
رؤى من افكار الامام الشيرازي

شبكة النبأ: تعد الكفاءة من اهم المقومات التي تسهم في تحقيق الاصلاح الاجتماعي بصورة افضل وأسرع، لأنها تختصر الزمن من حيث الانتاج، فضلا عن المعرفة والاتقان والدقة في الانجاز، وثمة مقوّم آخر يشترك في تحقيق الاصلاح والتعجيل به، يتمثل بالقدرة على انجاز العمل، وتشمل القدرة الموارد والتخطيط والتنفيذ والذكاء ووسائل الانتاج الاخرى التي لايمكن من دونها تحقيق الاصلاح.
ولاشك أن الاوضاع البائسة التي يعيشها المسلمون في مجتمعاتهم ودولهم، هي نتاج مباشر لابعاد الكفاءات ومحاربتها واقصائها، وإحلال الجهل بديلا لها، الامر الذي يقود الى تدمير القدرات التي تملكها هذه المجتمعات، وهكذا يتم تدمير الكفاءة والقدرة معا، وهما مقومان اساسيان من مقومات الاصلاح.
يقول الامام الشيرازي، آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله)، في كتابه القيّم، الموسوم بـ (الاصلاح الاجتماعي)، في هذا المجال: (الكفاءة والقدرة هي من مقومات الإصلاح الاجتماعي. وما نراه اليوم من كثرة المشاكل في بلاد المسلمين فإن من أسبابها عدم القدرة والكفاءة القيادية. وليس المقصود بالكفاءة مجرد الادعاء بالكفاءة والأهلية، أو إطلاق الشعارات الخالية من المضمون، بل هي الحالة الواقعية للكفاءة التي يلزم أن نوجهها وننميها على مستوى الأفراد وعلى مستوى الجماعة، بل على مستوى الأمة لأنه لا فرق في الحاجة إلى ذلك كله، أي إلى كفاءة الفرد وكفاءة المجتمع، حيث يعتبر أحدهما مكملاً للآخر، ولذا يلزم السعي الجاد والمتواصل من أجل تنمية الكفاءات للحصول على ثمراتها بالشكل الأفضل والمطلوب).
مؤهلات الفرد والامة
يتفق المعنيون بالاصلاح الاجتماعي وفروع الاصلاح الاخرى، على أن ثمة مؤهلات لابد من توافرها في الفرد، حتى يمكن ان تتميز بها الامة، ولذلك لا فرق بين مؤهلات الجانبين لأنهما يدعمان بعضهما، فالامة ذات الكفاءة العالية تدل على أن افرادها يتميزون بهذه الميزة، وبخلاف ذلك، أي اذا كان الفرد ذا قدرات محدودة ومواهب ضعيفة، فإن الامر لابد أن ينعكس على الاداء العام للامة التي ينتمي اليها الفرد، وقد يشكل هذا الضعف سمة عامة للامة كلها.
لذلك يؤكد الامام الشيرازي على هذه النقطة في كتابه المذكور، قائلا في هذا المجال: (من الواضح أن وجود المؤهلات وعدمها في الفرد أو الأمة، يتضح من خلال أداء وإنجاز الأعمال الموكلة للفرد أو للأمة، ودرجة النجاح أو الفشل فيهما، فنقول ـ مثلاً ـ: إن الشخص الفلاني، أو الأمة الفلانية، لديها القدرة والكفاءة على أداء مهمتها، أو نقول العكس من ذلك: بأن ذلك الشخص أو تلك الأمة ليست لها القدرة أو الكفاءة على أداء مهامها في هذا المجتمع أو ذاك. وهذا التقييم موجود في المجتمعات كافة، سواء كانت تلك المجتمعات غربية أو شرقية، أو مجتمعات إسلامية).
ولو اردنا أن نقيّم المجتمعات الاسلامية ومدى قدرتها على الاصلاح، وكيفية تعاملها مع مقومات الاصلاح مثل الكفاءة والقدرة، فإننا سنلاحظ هفوات واضحة وتلكؤ متواصل، بل سنلاحظ خمولا خطيرا يصل الى النكوص والتراجع، حيث بات المسلمون في يقبعون اسفل قائمة المجتمعات، من حيث التطور والانتماء الى الركب المتقدم، بعد أن كان المسلمون هم أصحاب الريادة في الاصلاح والتطور على مستوى المعمورة أجمعها.
لذلك يقول الامام الشيرازي حول هذا الموضوع في كتابه نفسه: (نحن المسلمين ـ وخاصة في القرن الأخير ـ خرجنا من الامتحان بنتائج غير موفقة، قابلها العالم بردود فعل معاكسة، وكانت ذلك بطبيعة الحال مؤشراً واضحاً على عدم أهلية وقدرة المسلمين على أداء الدور الريادي الذي خلفه لهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام في إدارة الأمة، مما جعل أمورهم ـ أي المسلمين ـ تصبح تحت تسلط الغربيين والشرقيين).
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
ثمة قاعدة عظيمة يمكنها ان تنقل اكثر المجتمعات تخلف وجهلا، لتجعلها من ارقى المجتمعات في العالم، وقد لجأت إليها فعلا الدول التي كانت تقبع في حيض الجهل، فأصبحت في طليعة الدول المتقدمة في العالم أجمع، تلك القاعدة الذهبية هي (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر)، إذ ينبغي تطبيقه اولا على المسؤولين واصحاب المناصب وقادة المجتمع، لانهم النموذج الذي يقتدي به الاخرون، فالاصلاح لا يتعلق بعامة الشعب فقط، إنما يجب أن يبدأ بالطبقة الحاكمة، بل بشخص القائد الاعلى اولا، لانه اذا أخطأ سيحذون الجميع حذوه، وسوف يصبح الخطأ أمرا مقبولا، وتنتشر قيم الفساد، وتغيب قضية الاصلاح وتصبح في خبر كان، بعد أن تجتاحها قيم الاستحواذ والشراهة والجشع.
يحدث هذا تماما في كثير من المجتمعات الاسلامية، بسبب ضعف تطبيق القاعدة الذهبية المذكورة (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر)، أو يتم تطبيقها بصورة خاطئة، فتشمل الفقراء، ولا تشمل الاقوياء من الطبقة الحاكمة، لذلك لابد من الايمان الحقيقي العميق والصادق لكي يتم الالتزام بتطبيق هذه القائدة من اجل تحقيق الاصلاح، فضلا عن حماية ودعن الكفاءات.
يقول الامام الشيرازي في هذا الجانب بكتابه نفسه: (إن الإصلاح بحاجة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبحاجة إلى الإيمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وبالأئمة الأطهار عليهم السلام. ولكن الأمة الإسلامية في يومنا هذا، فبعد أن حمل آباؤنا وأجدادنا مشاعل العلم والنور والحياة الحرة إلى العالم، أصبحنا اليوم ـ بالإضافة إلى كوننا غير قادرين على أداء مهماتنا الأساسية ـ نهدم ما بناه السابقون من مجد وشموخ).
هكذا يصف الامام الشيرازي المسلمين في العصر الراهن، بأنهم أسهموا في تخلف الامة لانهم تركوا جذورهم، ولم يحافظوا على ما بناه السابقون من المسلمين العظام، لذلك ليس امام المسلمين في العصر الراهن، كي يلتحقوا بالركب العالمي المتقدم، سوى التمسك بالاصلاح وحماية الكفاءات ودعمها، إن هم أرادوا تحقيق التطور المنشود.
لذا يؤكد الامام الشيرازي قائلا في هذا المجال: (على المسلمين إن أرادوا الحصول على ما فقدوه من الكرامة والعزة والقدرات والإمكانات التي تؤهلهم لتحمل المسؤولية بالشكل المطلوب، أن يهتموا بالإصلاح، وهو يشمل إصلاح النفس أولاً، ثم إصلاح المتجمع).
شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 15/تموز/2013 - 6/رمضان/1434
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hhfggdc.yoo7.com
 
الكفاءة ومقومات الإصلاح الاجتماعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الكفاءة ومقومات الإصلاح الاجتماعي
» مسلمو فرنسا... عقدة الاضطهاد والتهميش الاجتماعي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدونة شارع الصحافه :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: