مدونة شارع الصحافه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


جعفر عبد الكريم صالح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عولمة القتل(4-10)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 198
تاريخ التسجيل : 14/07/2013

عولمة القتل(4-10) Empty
مُساهمةموضوع: عولمة القتل(4-10)   عولمة القتل(4-10) Emptyالأحد يوليو 14, 2013 8:07 pm

اصداف
عولمة القتل(4-10)

خلال أكثر من ستة عقود من الحرب الباردة، لم تتجه الولايات المتحدة إلى طريق، إلا تلك الطرق والأساليب التي تكرس قدراتها العسكرية وبما يؤهلها للهيمنة على العالم وفرض السيطرة المطلقة عليه، ويتفق الكثير من المفكرين والإستراتيجيين، أن الولايات المتحدة كانت بحاجة لعدو بحجم وقوة الإتحاد السوفيتي ليتحقق لها ما تروم الوصول إليه، وأن الولايات المتحدة لو لم يظهر عدوها التقليدي في ذلك الوقت الاتحاد السوفيتي، لخلقت عدوا بهذا المستوى أو اكبر، فقد كانت استراتيجيتها المستقبلية الكونية بحاجة ماسة لعدو يحفز مؤسساتها وعقولها للبحث عن جميع إيجاد اسباب الهيمنة ووسائلها والطرق الكفيلة بترسيخها، ومن المعروف أن الاتحاد السوفيتي سرعان ما تحول من حليف قوي للولايات المتحدة ضد دول المحورأثناء الحرب العالمية الثانية، وفي مقدمتها المانيا واليابان إلى خصم وعدو، ليدخلوا في صراع الحرب الباردة التي انتهت بدون إطلاق رصاصة واحدة لصالح الولايات المتحدة عام 1991.
ذهب المفكرون والكثير من المراقبين والسياسيين إلى أن طموحات الولايات المتحدة تنحصر في حدود الهيمنة الاقتصادية على العالم،وحصل ترويج واسع لمخططات أميركية للسيطرة على منابع النفط في الشرق الاوسط، وكان أحد الترويجات الدعائية للحرب على العراق موضوع النفط، لكن هذه النظرة لم تكن ضيقة فحسب بل أكثر من قاصرة،لأن حقيقة التربية والتثقيف الأميركي لم تخرج عن عباءة القضاء على الآخر، وإنهاء أي وجود لأمة أو مجمتع يرفض أن يكون عبدا لـ "السيد الأكبرفي العالم".
ومن يعيد قراءة ما قاله الجندي الأميركي في العراق، الذي استشهدنا به في سياق هذا التحليل، يدرك تماما ثقافة أميركا في استعباد الآخر وضرورة إخضاعه للعبودية ،ومن ثم تطبيق ذات السلوكيات الإجرامية التي مارسوها بحق السكان الأصليين لأميركا بحق الآخرين.
صوّر الأميركيون أنفسهم بأعلى درجات احترام حقوق الإنسان من خلال تسويق أفلام هوليوود في القرن الماضي، فعندما يلقي الشرطي الأميركي المتحضر القبض على شخص ارتكب جريمة قتل أمام حشد من الناس، وأداة القتل ما زالت بيده، يردد جميع الشرطة وفي جميع الافلام عبارة " من حقك أن ترفض أي حديث إلا بوجود المحامي الخاص بك".
ويتم اقتياد المجرم بهدوء واحترام كبير، وتُظهر الصور السجون الأميركية بوجه حضاري، في حين أجاز الأميركيون لأنفسهم التعامل بوحشية لا مثيل لها عند اعتقال أي شخص عربي أو مسلم، وهناك آلاف القصص التي توثق لبشاعة الأميركيين في تعاملهم مع النساء والأطفال والشيوخ الطاعنين بالسن في العراق وافغانستان، ويروي عراقيون تفاصيل التعذيب الوحشي الذي يمارسه الأميركيون في السجون والمعتقلات بحقهم، ولا يتردد هؤلاء بقتل أي معتقل يرغبون بقتله، وهذا يحصل على بعد الاف الاميال عن بلادهم وأرضهم، في عملية ممنهجة لإدخال القتل في ميدان العولمة، ضمن برامج أميركا لفرض هيمنتها على البشرية.
يُظهر المشهد المتكرر في السينما الأميركية الخاص بالمجرم وتعامل الشرطي معه، أعلى درجات احترام حقوق الإنسان، فإذا كان التعامل مع المجرم القاتل بهذا الشكل، فكيف يكون مع شخص متهم فقط، دون وجود دليل على إدانته؟
ولا يتردد الأميركيون في كشف الكثير من تفاصيل مرعبة وممارسات وحشية، يمارسها السجانون الأميركيون في معتقل جوانتانامو وفي سجن أبو غريب في العراق، وداخل مئات السجون والمعتقلات، وكشف ذلك يؤكد عقيدة أميركا التي تسعى إلى القضاء على الآخر، كما حصل مع سكان القارة الاصليين أو تحويل الأمم والشعوب إلى عبيد لـ"السيد الأميركي".

وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@hotmail.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hhfggdc.yoo7.com
 
عولمة القتل(4-10)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدونة شارع الصحافه :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: